ينقسم الشعر الى قسمين رئسيين هما ( الشعر العامودي ،والشعر الحر )
ويعتمد الشعر العامودي على القافيه والوزن ( البحر) اما الشعرالحر فهو طليق متمرد على القافيه ومتحرر منها .
والشعر العامودي ينقسم الى قسمين هما
1- شعر تقليدي....
يعتمد على الاسلوب المباشر والكلمات التقليدية البسيطه ولايحمل في كثير من اساليبه أي فكرة او تخيل وانما يعتمد على الوصف والواقعيه ويعتبرشاهدا على انجازات الماضي ومؤرخا لاحداثه المختلفه. ومن رواد هذا النوع من الشعر ( الهزاني والوقداني وغيرهم من الشعراء القدامى.
2- شعر حديث....
وهو شعر يعتمد في الدرجة الاولى على عنصرين رئسيين هما ( الفكرة و الخيال) ويتميز بتكثيف الصورة ممايعطي العقل مساحة من التفكير والتأمل .ومن رواد هذا النوع من الشعر سمو الامير بدربن عبد المحسن ومن حذا حذوه من الشعراء الشباب.
والشعر العامودي يعتمد على الوزنوالقافيه وينقسم من حيث القافيه الى :
1-شعر بقافيتين في الصدر والعجز ( شطري البيت) ومن شروطه
ان تختلف القافيتين عن بعضهما فتكون هناك قافية للصدر واخرى للعجز تختلفان فيهما احرف الروى كما في قول الشاعر بديوي الوقداني :
البارحه يوم الخلايق نيــــاما
بيّحت من كثر البكا كل مكنــــون
قمت اتوجــد به وانثرعلامــا
ومن موق عيني دمعها كان مخـزون
هذه القصيده مقفاة الشطرين فنلاحظ في الشطر الاول قافيه احرف الروى فيها (الالف و الميم والالف)
وفي الشطر الثاني اختلفت احرف الوى فصارت (الواو و النون)
2-وشعر بقافية واحده تكون في العجز( الشطرالثاني من البيت )
وتترك قافية الشطر الاول حرة غير مقيده
وقد اشتهر الهلالين بمثل هذه الابيات ومن امثلة ذلك
قول الشاعر محمد الاحمد السديري:
مضا لي خريف العمر في لذة الصبــا
امشي بجنـــاتٍ تجاري نهـــــــــورها
وعقبه ربيع العمــر جتني بشـــــايره
وربّعت برياض ٍتخـــــــالف زهورهـا
فصلين ماانســـا لذة العمــر بينهــــن
ولا ناشني من كود الايام جــــــورهـا
ونلاحظهنا ان صدر البيت لا يتقيد بقافيه معينه بعكس عجزه الذي قيد بقافيةهي ( الواوـوالراءـ والهاءـ والالف)
3-شعرٍ يتكون من اربعة اشطرٍ (بيتين) يشترك فيها ثلاثةاشطرٍ في قافية موحده هم البيت الاول بشطريه والشطر الاول من البيت الثاني اماالشطر الرابع فتختلف قافيته وهذا الشعر تتغير قوافي الاشطر الثلاثة الاولى حسب مزاجية الشاعر ويبقى الشطر الرابع مقيد بقافيه واحده حتى نهاية القصيده ومن امثلة ذلك قول الشاعر ناصر العدواني :
يا الله اني طلبتك يا كريم
من خيال كنه الليلالظليم
حاز في المنشأ وجانا به النسيم
امطر الربان ومزونه تقود
وتستمر على هذا المنوال حتي نهايتها ثلاتة اشطر مختلفة القافيه والشطر الرابع يتقيد بقافية هي ( الواو والدال)
4_اما النوع الرابع فهو ما يعرف بالرباعيات وهذه عباره عن اربعةابيات فقط تشترك ثلاثة اشطر فيها بقافية واحده وهي البيت الاول بشطريه والشطرالرابع ويبقي الشطر الثالث حر القافيه ويكثر استخدام هذا النوع في الشام ومصر وبعض الموشحات اليمانيه مثل الانواع الشعريه المسماه ( بـ الحميني و القار) وهناك شاعرمن الكويت استخدم هذا النوع من الشعر وصدر له كتابا سمي ب ( الزهيريات ) وهذا النوع يستخدم في نوع من انواع الشعر من حيث الالعاب يسمى بالموال
ومن امثلة ذلك قول الشاعر المصري صلاح جاهين في رباعياته المشهورة:
يأسك وصبر بين ايديك وانتهحـر
تيأس ما تيأس الحيــــاه بتمـــــــر
انا دقت مندا ومندا عجبيلقيــــت
الصبر مر .. وبرضــك اليأس مــر
وكذلك هناك رباعيات جميله للشاعربيرم التونسي يقول فيها:
قضيت يا فلاح حياتك في سواد العيش
ولبسك الخيش هو ياليتك تطول الخيش
شوف ضربة الجيش اعادة حقك المغصوب
ورجّعت للصواب اهلالغرور والطيش
هذا بالنسبة للشعر الموزون المقفى وهناك انواع اخرى لكنها لا تشذعن هذه القاعده
اما من ناحية الشعر الحر فهو ينقسم الى قسمين ايضا وهما الشعرالمنثور ( قصيدة النثر ) والشعر المزون( قصيدة التفعيله في الشعر الفصيح او القصيده التى تعتمد على البحر في الشعر العامي)
اما الشعر المنثور اوقصيدة النثر فهي تعتمد على الفكرة ووفرة المجاز والصورة المكثفة وقوة العاطفه مما يغلب الروح الشعرية عليها يقول ادونيس : ان اهمية قصيدة النثر تكمن في ادخال العقل في اللعبة الشعريه .اذ أن التخيل هو اساس الفكرة فيى قصيدة النثر كما إن الجملة هي الوحدهالاساسية للبناء بعكس الشعر حيث يكون البيت هو الوحده الاساسيه. ولا بد لمن يتطرق الى قصيدة النثر ان يكون عظيم الشاعرية واسع الخيال كما ان قصيدة النثر تعتمد على الصوره بالدرجه الاولى اكثر من اعتمادها على الايقاع.
اما الشعر الموزون فهو يعتمد مع ما اوردناه في قصيدة النثر على الوزن وهو( مجموعة البحور الشعريه المعروفه) اذ انه يعتمد في المقام الأول على الجرس والايقاع المسيقي .
ارجو اناكون قد وضحت في هذا الطرح الفرق بين الشعر والنثر وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثروالشعر العامودي.
في الحلقات القادمه ان شاء الله سوف اتناول
نازك الملائكة الرائدة المؤسسة (1-2) - أول من اخترع نظرية الشعر الحر - حميد المطبعي / كاتب من العراق
نازك الملائكة (1923- ) باكتشافها الحرية اكتشفت (الشعر الحر) أي ان ضرورة التعبير ادت بها إلي اكتشاف النمط الابداعي الذي يقع تحت تصرف وتطور قوانين تطور المجتمع، كان ذلك في عام 1947 عندما كتبت ونشرت أولي قصائدها في مجلة (العروبة) اللبنانية بعنوان (الكوليرا) وتصور فيها مأساة الشعب المصري وقد طحنته آفة مرض الكوليرا، وتقول في احد مقاطع القصيدة:
طلع الفجر
اصغ إلي وقع خطي الماشين
في صمت الفجر، أصغ، انظر ركب الباكين
عشرة اموات، عشرونا
لا تحص، اصغ للباكينا
اسمع صوت الطفل المسكين
موتي، موتي، ضاع العدد
موتي، موتي، لم يبق غد
في كل مكان جسد يندبه محزون
وقرئت القصيدة في بغداد بين مؤيدين وهؤلاء يسار ومجددون في المجتمع، وخصوم ما كانوا يرغبون بتطور الانسان، وكان لا يهم نازك موالاة أو خصومة، بل يهمها ان تقتحم الميدان وتؤدي رسالة الشعر الجديد وتؤسس لقيم شعرية جديدة بعد توقف الشعر العربي في محطات هادئة او جامدة، وبعد زمن طويل كان فيه القراء لا يعرفون سوي انماط كلاسيكية لا تتعدي الشعر العمودي والموشحات وشعر (البند)..!
وفي عام 1950 صدر للسياب ديوان باسم (أساطير)، وصدر للبياتي ديوان (ملائكة وشياطين) كما صدر لشاذل طاقة ديوان (المساء الاخير) وهذه الدواوين حفلت بشعر (حر)، وكان في عام 1949 صدر لنازك ديوانها (شظايا ورماد) متضمناً مجموعة من القصائد الحرة، وبمجموع هذه الدواوين كان لنا مناخ شعري حديث يختلف عن المناخ الذي انتظم فيه الشعر القديم المتكون من نظام الشطرين..!
وكان لنازك رسالة، بدليل انها لم تكتف بنشر اول قصيدة في الشعر الحر وتصبح رائدة فيه، وبدليل آخر أضفت علي رسالتها طابع الحركة حين اسمت شعرها الحديث بـ (حركة الشعر الحر) ثم بدليل ثالث دعمت به الدليل الثاني وهو نشرها ما ينمي حركتها من مقالات ودراسات توضح فيها أساليب تكنيكها الجديد في القصيدة الحرة
أرجــو ان يــنال الـمـوضوع اعــجآبكم
وان تــســتفيدوا مــن هــذا الـــموضوع شــعراء ومــطالعـيـن
وتـــحــياتي للـــجــميع